أسعار السيارات القديمة نار
الشروق : عكس ما كان متوقعا في كل سنة، موازاة مع معرض السيارات الدولي، أين تشهد فيه كافة “ماركات” السيارات المستعلمة تراجعا محسوسا، إلا أنه في هذه السنة، تأثرت سوق السيارات المستعملة بأسعار معرض السيارات، بعدما شهدت ارتفاعا محسوسا، حيث أرجعها السماسرة إلى نسبة الزيادات الخيالية التي مست السيارات الجديدة.
الساعة كانت تشير إلى السابعة والنصف صباحا عندما ولجت “الشروق” سوق الحراش لبيع السيارات المستعملة. المئات من السيارات كانت مركونة بغرض بيعها من طرف أصحابها، منها الجديدة والقديمة. عشرات من المواطنين المتوافدين من جميع الولايات، سواء رغبة في شراء سيارة لاستعمالها أم كانوا سماسرة بغرض إعادة بيعها، في محاولة لانتهاز فرصة أشخاص يودون بيع سياراتهم لاقتناء أخرى جديدة من معرض السيارات بهدف القيام بصفقة قد تدر أموالا طائلة في حالة ارتفع سعرها مجددا، حسب قول محمد، وهو أحد التجار الذين صادفناهم وهم يبحثون عن سيارة ذات نوعية مع سعر مغر.
توقف من فضلك..
…مداخل السوق الشمالية والجنوبية مكتظة عن آخرها بسيارات من مختلف “الماركات” والأحجام وبلوحات ترقيم للولايات الـ48 وبمختلف التواريخ..
تخلينا عن سيارتنا على بعد أمتار من المدخل الرئيسي للسوق وقررنا أن نتركها ونكمل باقي المسافة مشيا على الأقدام عوض تضييع الوقت في الازدحام الخانق عند مدخل السوق، وإنما جس نبض سوق السيارات المستخدمة، في ظل حديث عن تراجع نسبة مبيعات السيارات الجديدة، منذ إطلاق الحكومة لمشاريع عدل والترقوي العمومي ومؤخرا بعض القرارات التقشفية بسبب انهيار أسعار البترول.
فعلى عكس التوقعات، بقيت سيارة سامبول محافظة على مستوياتها المرتفعة حيث تراوح سعر السيارة المرتقبة سنوات 2012 ـ 2013 ـ 2014 ما بين 75 و90 مليون سنتيم في حالتها الجيدة، بسبب السعر المرتفع للسيارة الجزائرية رغم التخفيضات التي أقرتها الشركة في الصالون الدولي للسيارات.
سامبول.. تحافظ على “قيمتها”
أما سعر السيارات الأخرى وحسب الأرقام التي استسقيناها فقد حافظت على نفس أسعارها، فتراوحت مثلا “أكسنت” 2012- 2013، ما بين 70 إلى غاية 85 مليونا بحسب حالتها، كما تراوح سعر سيارات أخرى أكثر طلبا، على غرار ايون وبيكانتو ولوغان وسبارك وبولو ما بين 75 و95 مليون سنتيم، بينما تراوح سعر بيجو 208 ما بين 90 و120 مليون سنتيم، مسجلة بذلك ارتفاعا محسوسا في الأسعار، مثلما كانت عليه الحال بالنسبة إلى السيارات الجديدة التي سجلت مؤخرا ارتفاعا بنسبة 30 بالمائة من قيمة السيارات بسبب ارتفاع قيمة الدولار مقارنة بالدينار
في مقابل وضعية سوق السيارات المستعملة، فإن بيعها يشهد ركودا بشهادة مرتاديه، إلا أنه لم يمنع من تسجيلها ارتفاعا في نفس الوقت حسب بعض السماسرة فالسيارات المعروضة متوفرة كمّا ونوعا، إلا أنه قلما تباع السيارة المعروضة.
ولدى محاولتنا معرفة أسباب هذا الركود، أكد بعض البائعين والسماسرة أن السوق يعرف هذه الحالة منذ أشهر وهذا راجع حسبهم بالدرجة الأولى إلى المشاريع السكنية التي أطلقتها الحكومة، ما دفع المواطنين إلى ترك الاهتمام بشراء السيارات والاتجاه للاهتمام بتوفير أموالهم لدفع الشطر الأول من قيمة السكن سواء في صيغتي البيع بالإيجار أم الترقوي العمومي.
ركود.. في انتظار الانفراج
وقدر بعض سماسرة السيارات أن سوق السيارات المستعملة يشهد ارتفاعا فاحشا بصفة “مفاجئة” مقارنة بما كانت عليه الحال في الأسابيع الماضية، متوقعا أن يتجه نحو الارتفاع أكثر بسبب نقص نسبة المبيعات بالنسبة إلى السيارات الجديدة خلال الصالون الدولي للسيارات بسبب الزيادات التي وصلت 30 بالمائة والتي مست جميع العلامات، وتأثرها بهذه الزيادة الناجمة عن ارتفاع قيمة الدولار مقارنة بالدينار، ناهيك أن الفترة الحالية التي تتزامن مع موسم الربيع وقرب موسم الاصطياف تعرف زيادة في الطلب على السيارات ما يجعلها عرضة لارتفاع الأسعار.
.. إلا أنه في ذات الوقت اعترف أن تجارة السيارات المستعملة تراجعت بشكل محسوس بسبب عزوف العائلات عن تغيير مركباتها وصرف أموال كبيرة على سيارات جديدة مفضلة توفير أموالها واستثمارها في مشاريع العقار وتمويل مساكن عدل والترقوي العمومي ومشاكل أكثر أولوية.