اصحاب واحات النخيل بالمغير يشتكون نقص اليد العاملة وندرة”الذكار”
الجديد: يواجه أصحاب المزارع وواحات النخيل على مستوى دائرة المغير خاصة ومنطقة وادي ريغ عامة باعتبار المنطقة قطبا فلاحيا بامتياز هذه الأيام مشكلة خانقة في انعدام اليد العاملة الفلاحية الخاصة بعملية تلقيح النخيل الذي يعرف موسمها بداية هذا الشهر مارس إلى غاية شهر ماي القادم.
وهذا راجع لعزوف هذه الفئة للعمل لأسباب تختلف من شخص لأخر.مع ارتفاع الأجرة التي يتقاضاها العمال والتي وصلت بين 1500دج لليوم الواحد.وبالرغم من الأجر المرتفع الذي يمنحه أصحاب المزارع للعمال إلا أنهم يواجهون صعوبات يومية نتيجة عملية البحث المتواصلة بهدف إيجاد عمال بهذا الشأن خوفا من إتلاف غاباتهم ونخيلهم والتي تعتبر مصدر الرزق الوحيد للعديد من العائلات بالمغير.في حين ارجع العديد هذه الظاهرة إلى برامج التشغيل التي وضعتها الدولة للشباب البطال الباحث عن العمل بأقل جهد.وعملية وضع اللقاح يقوم بها عمال مختصون يجيدون تسلق النخيل وتلقيح كل العراجين بدون استثناءَ.هذا النوع من اليد العاملة أصبح مفقودا وهو اختصاص في طريقه للاندثار.حيث لم تنجح مراكز التكوين التابعة لوزارة الفلاحة في تكوين هذه اليد العاملة المختصة بالعدد الكافي وان كانت منعدمة تماما.والمشكلة الكبيرة أن عدد النخيل في الواحات بالمغير وبمنطقة وادي ريغ عموما كبير جدا وعملية التلقيح يجب أن تتم في فترة محددة ووجيزة في بداية فصل الربيع.ويتطلب ذلك عددا كبيرا من هؤلاء العمال المختصين وهو مالم يعد متوفرا.وبذلك عدم التلقيح يعني ضياع الموسم.إذ بات توفير اليد العاملة المختصة عملة صعبة نادرة الحصول. والحصول على خدماتها في الوقت المناسب مسالة باتت تؤرق غالبية الفلاحين بالمنطقة. ومن جهة أخرى نجد مسالة تواجد اللقاح ونوعيته والكميات المتاحة منه أصبحت مشاكل عويصة. ولكنها لا تلقى العناية اللازمة من مراكز البحث العلمي والإرشاد الفلاحي. ولا يعرف الفلاحين ببرامج الإدارة في توفير اللقاح و زراعة النخل الذكر والمنشورات المتعلقة بخصائص اللقاح و أهميته وأثره على أنواع التمور.حيث تحدث مجموعة من الفلاحين عن النقص الكبير في كميات اللقاح الذي لا يلبي حاجيات كل الواحات الموجودة حيث أرجعه البعض إلى دخول اللقاح في عمليات التهريب في مناطق عديدة بالوطن. وأصبح كثير من الفلاحين يشترون اللقاح المهرب وهم لا يعرفون مصادره وخصائصه والأمراض التي يمكن أن ينقلها.لذلك فان دراسة لقاح النخيل يجب أن تكون في صدارة الاهتمامات الإستراتيجية للدولة للنهوض بالواحات كأن تتكفل الدولة بزراعة مزارع من النخل الذكر ما يكفي لحاجيات الواحات التي تزيد من تحسين التموركما وكيفا.وانتقاء أنواع بخصوصيات وراثية محددة لتحسين جودة التمور و مقاومتها للأمراض والآفات. وتطوير طرق خزن و تعليب اللقاح.لان عملية التلقيح عملية خطيرة على اليد العاملة ولذلك وجب تطوير طرق حديثة تضمن اللقاح المؤكد والسرعة وسلامة العاملين.
نفيسة سعود